- هل يجب تطبيق كل ما يقول John Mueller؟
- جودة المحتوى Content Quality
- سرعة تحميل الموقع Loading Time
- الروابط الخارجية والداخلية والروابط الخلفية
- المحتوى الأصلي والمحتوى المنسوخ
منذ تاريخ ظهور محرك بحث جوجل، ومعرفة معايير السيو SEO المستخدمة لترتيب المواقع يعد أمراً شبه مستحيل، فقد تصل تلك المعايير دون مبالغة إلى مائتي معيار، تتغير مابين حين وآخر دون سبب واضح.
بجانب أن جوجل لا تفصح عن جميع تلك المعايير، لكن تفصح من حين لآخر عن “أهمها” لمساعدة أصحاب المواقع على الظهور المتقدم في نتائج البحث، ولمساعدة لوغاريتمات جوجل أيضاً على ترتيب المواقع وإظهار أدق نتائج البحث.
كل ذلك في النهاية لمصلحة المستخدم الذي يذهب إلى محرك البحث.
يتم الإفصاح عن تلك المعايير ما بين حين وآخر بواسطة “John Mueller” مدير قسم مشرفي المواقع Webmasters في شركة جوجل.
في هذه المقالة سنناقش تلك المعايير، التي تتعلق بـ”الباك لينك”، تصميم المواقع، سرعتها، تجربة المستخدم، جودة المحتوى، الروابط الخارجية والداخلية، المحتوى الأصلي والمحتوى المنسوخ.
لكن قبل أن نبدأ.. دعونا نطرح سؤالاً هاماً “هل يجب تطبيق كل ما يقول جون ميللر في هذا الشأن؟”.
– هل يجب تطبيق كل ما يقول John Mueller؟
هناك جدل حول تلك النقطة بين فريقين، الأول يقول إنطلاقاً من كون جون ميللر أحد المديرين الرئيسيين في جوجل وليس موظفاً عادياً أن تصريحاته يجب أخذها على محمل الجد، وتطبيقها كلما كان ذلك ممكناً.
والثاني يرى عكس ذلك، لأن إجاباته في كثير من الأحيان تتضمن كلمات مثل “أعتقد” و “من وجهة نظرى” مما يجعل الإجابة تبدو رأياً شخصياً، وليست سياسة معتمدة من قبل جوجل.
مثال التصريح التالي:
هذا التصريح جاء في مقالة منشورة في موقع SEJ، يقول جون ميللر في بداية هذا التصريح “لا أعتقد أننا..” وفي وسطه “من وجهة نظري..” في سياق حديثه عن الروابط الخلفية.
والأقرب للصواب في هذا الشأن هو الفريق الأول الذي يرى تطبيق ما يصرح به جون ميللر كلما كان ممكناً، لأنه لا يستطيع التحدث عن معايير أساسية كهذه بمجرد آرائه الشخصية.
وقد يكون إستخدامه لمثل تلك الكلمات لإعطاء إجابة مراوغة بعض الشئ، تميل أكثر ناحية التأكيد.
لماذا قد يعطي إجابات مراوغة؟!
البعض يرى أن ذلك بسبب رغبة جوجل في عدم الإفصاح عن أسرار عمل محرك البحث، التي جعلته أكثر المواقع زيارة وإستخداماً في تاريخ الإنترنت، (أي خوفاً من المنافسين بالدرجة الأولى).
ولنكن منصفين..! فجوجل ليست الشركة الوحيدة التي تفعل ذلك، بل جميع الشركات الكبرى تعمل لكسب أكبر قدر ممكن من العملاء، مع الإحتفاظ بـ”سر المهنة” في نفس الوقت.
وفي نفس الوقت لا يمكن إبقاء تلك المعايير طي الكتمان، لأن تطبيقها يُسهّل مهمة جوجل في إظهار المحتوى الأفضل والأدق لمستخدمي محرك البحث.
وفي جميع الأحوال، جون ميللر أو غيره من العاملين في شركة جوجل لن يفصح عن متطلبات من شأنها إلحاق الضرر بصانعي المحتوى، لأن هذا يضر بمصلحة جوجل قبل أي شخص آخر.
والآن.. إليك أهم نصائح جون ميللر حول معايير الـSEO التي سيستخدمها جوجل لترتيب المواقع والمدونات في ٢٠٢١، ماعدا المواقع الإخبارية، تنطبق عليها عدة معايير مختلفة.
١- جودة المحتوى Content Quality
“المحتوى هو الملك، Content Is King”، مقولة قديمة يعرفها صناع المحتوى ومتخصصي السيو، ولطالما كانت أيقونة التميز في مجال صناعة المحتوى، ولا تزال كذلك، حتى هذه اللحظة!
يقول جون ميللر أن محرك بحث جوجل يفضل جودة المحتوى على كميته.
إصنع القليل من المحتوى ذو الجودة العالية، أفضل من الكثير من المحتوى الغير مفيد والغير منسق والذي يحتوي على أخطاء لغوية.
فلوغاريتمات جوجل تستطيع تقييم محتوى موقعك بطرق متعددة، منها مدة بقاء الزائر في موقعك، ومعدل الإرتداد، وأشياء أخرى مبنية على سلوك المستخدم.
إصنع محتوى متميز قدر إستطاعتك، من حيث الأسلوب والفائدة والتنسيق، لتستطيع إبقاء الزائر وتنقله داخل موقعك لأطول وقت ممكن.
فمعدل الخروج المرتفع يُنظر إليه من قبل جوجل بأن المستخدم لم يجد ما يبحث عنه في الموقع، أو أن الموقع يبدو سيئاً لدرجة تجعل المستخدم يرغب في الخروج منه في أسرع وقت.
من هنا أيضاً يكتسب شكل وتنسيق الموقع أهمية كبيرة لا تقل كثيراً عن أهمية جودة المحتوى الذي تقدم.
٢- سرعة تحميل الموقع Load Time
سرعة الموقع تعد المعيار الأهم بالنسبة لمحرك بحث جوجل بعد جودة المحتوى، وهو أحد معايير ترتيب أفضلية المواقع.
قبل أن نتطرق إلى المعيار الجديد في مسألة السرعة، يمكنك قياس سرعة موقعك بعدة أدوات مثل GTmetrix وأداة جوجل Pagespeed Insights.
الجديد من جوجل في سرعة التحميل، هو إعتماد معيار جديد يسمى Core Web Vitals أي “معايير حيوية الموقع” التي تدل على جودة صفحات الويب، ومدى تجاوبها مع المستخدم، وهل تقدم تجربة سلسة، أم لا.
إذا كانت سرعة تحميل موقعك سيئة، حتى بعد تقليل حجم الصور وإستخدام شبكة توصيل المحتوى CDN، وغيرها من الأشياء التي ذكرنا في مقالة أفضل طرق وإضافات تسريع مواقع ووردبريس.
فليس هناك ما يمكنك فعله لتحسين تلك الأرقام، لأن المشكلة غالباً تتعلق بالأكواد التي كتبت بها منصات إدارة المحتوى، والقوالب، والإضافات.
فهناك جدال بين خبراء السيو حول هذه النقطة مفاده أن تحسين تلك الأرقام أمر غاية في الصعوبة، وليس من وظائف صانع المحتوى بقدر ما هو من وظائف المطورين.
تخيل إدارة المرور تطالب سائقي السيارات بتطوير ميزة جديدة في السيارة لتفادي إسراع السيارة أكثر من اللازم، هل يمكن عمل ذلك إلا بواسطة الشركة المصنعة للسيارة؟
على الرغم من المحاولات المتعددة في هذا الموقع، لم نتوصل حتى هذه اللحظة الأرقام المطلوبة بشأن هذا المعيار الجديد.
- فيما يتعلق بالـCLS Cumulative Layout Shift نسبة ثبات الصفحة، الرقم المثالي هو 0.1.
- فيما يتعلق بالـLCP Largest Contentful Paint سرعة تحميل الصفحة، الرقم المثالي هو ثانيتين.
فيما يتعلق بالـFID First Input Delay أول ما يتم تحميله من المحتوى، الرقم المثالي هو 100ms.
بكل تأكيد.. إذا تم التوصل إلى الأرقام المثالية مستقبلاً سننشر الطريقة.
هذه المعايير سيتم تطبيقها فعلياً وترتيب المواقع بناءً عليها بواسطة جوجل بداية من مايو المقبل ٢٠٢١، فعليك العمل للوصول إلى المستوى المطلوب قبل هذا التاريخ.
للمزيد.. الفيديو التالي من جوجل يشرح معايير الـCore Web Vitals بشكل مفصل:
٣- الروابط الخلفية Backlinks
الروابط الخلفية، التي تعرف بالباك لينك هي روابط موجودة في مواقع خارجية تأخذ المستخدم إلى موقعك عند النقر عليها.
يقول جون ميللر في هذا الشأن أن جوجل لا تعطي أفضلية للمواقع بحسب كثرة الباك لينك، كما يظن بعض المسوقين ومنشئي المحتوى.
ستجد مواقع تظهر في النتائج الأولى وليس لها روابط خلفية من الأساس، ومواقع أخرى لها آلاف الروابط هنا وهناك ولا تظهر في النتائج الأولى.
فعدد الروابط الخلفية ليس معياراً لترقية المواقع من قبل جوجل بحسب تصريح جون ميللر.
إذا كان لموقعك رابط واحد في موقع متميز وذو صلة بمحتوى موقعك، أفضل من ألف رابط لموقعك في مواقع غير متميزة.
الباك لينك كان بالفعل أحد معايير الظهور الجيد في محركات البحث.. لكن لن يكون الأمر كذلك في عام ٢٠٢١.
٤- الروابط الداخلية والخارجية Internal/External Links
تنقسم الروابط في موقعك إلى نوعين “روابط خارجية” External Links وهي الروابط التي تأخذ المستخدم إلى صفحة أخرى خارج موقعك.
و”روابط داخلية” Internal Links وهي التي تأخذ الزائر من صفحة داخل موقعك إلى صفحة أخرى داخل موقعك.
وهذا هو النوع المفضل من الروابط بالنسبة لجوجل، فبحسب جون ميللر تعد الروابط الداخلية أفضل وسيلة لجوجل للتعرف على محتوى موقعك.
فكلما زادت الروابط الداخلية التي تربط محتوى موقعك ببعضه كلما ساعد ذلك على أرشفة موقعك بشكل أفضل، بالتالي الظهور المتقدم في محرك بحث جوجل.
٥- المحتوى الأصلي والمنسوخ Original/ Copied Content
يعد هذا المعيار من المتغيرات الغريبة بعض الشئ في محرك بحث جوجل في ٢٠٢١، ففي السابق كان لابد من نشر محتوى حصري وغير منسوخ لعدم التعرض لعقوبة جوجل.
والآن لم يعد ذلك مطلوباً، فقد صرح جون ميللر بأن نسخ أحد المحتويات ثم إعادة صياغته وتنسيقه، ثم نشره من جديد، لا يعتبر نسخاً، وقد يعطي محرك البحث أفضلية في الظهور للمحتوى المعاد صياغته.
وهذا منطقي.. لأنه ليس من العدل ترتيب المواقع على أساس “المحتوى الحصري” إذا كان من المستحيل قيام شخص بكتابة مقالة لم يسبق لأحد كتابتها من قبل، فهناك ملايين المواقع عبر الإنترنت.
لكن من المنطقي أن يقوم شخص بإعادة صياغة مقالة (كُتِبت ملايين المرات سابقاً) بمعلومات جديدة وأسلوب متميز.
فإذا كان بإمكانك إعادة صياغة وتهذيب محتوى معين، ثم نشره، قد يكون لك أفضلية عليه حتى وإن كان أقدم من محتواك.
ولا تنسى أن نسخ المحتوى كاملاً دون إجراء أي تغيير لا يزال أمراً غير مقبول، فجوجل يستطيع التعرف على أي المحتويين تم نشره أولاً.
٦- تحديث المحتوى Content Update
إذا كانت لديك مقالة سابقة تتصدر نتائج البحث، ولم تقم بتحديثها ستلاحظ بمرور الوقت صعود مقالات أخرى فوقها في الترتيب، وكذلك الأمر بالنسبة لمواقع الويب العادية.
وإنه لأمر مؤسف أن يكون محتواك منشوراً منذ عدة سنوات فيظهر محتوى جديد في مرتبة متقدمة عنه، لذلك لا يجب ترك المحتوى القديم دون العودة إليه وتحديثه بشكل دوري.
حتى وإن كان من نوع المحتوى دائم الخضرة “Evergreen Content” الذي لا تنتهي صلاحيته إلا بعد سنوات طويلة.
عُد الآن إلى محتوى كتبته منذ عدة سنوات وإفحصه جيداً، سيبدو لك سيئاً بعض الشئ، وبحاجة لتحديث فوري!
– ملخص المقالة
لن يتضرر موقعك بالمرة إذا طبقت المعيار الأول فقط “جودة المحتوى”، حتى وإن لم تستطع تحقيق الأرقام المثالية لسرعة الموقع، فالسرعة لن تجعل موقعك يتصدر نتائج البحث إذا لم يكن المحتوى الذي تقدم يستحق ذلك.
إلا أن تطبيق المعايير الأخرى سيعطيك أفضلية على المنافسين، فلا تنسى أن هناك ملايين المواقع التي تشبه موقعك. والمنافسة لم تعد هينة.
في نفس الوقت لا يجب أن تبالغ في تحسين موقعك وتطبيق المعايير لدرجة تجعلك مشتتاً عن الأساس المتمثل في “صناعة محتوى متميز”.
دعك من الطرق القديمة، كالمبالغة في التعليق في المواقع والمدونات ووضع رابط موقعك، أو المبالغة في بناء الـBacklink بشكل عام.
كلها لن تجدي نفعاً في ٢٠٢١.
إهتم بشكل أكبر بالروابط الداخلية كلما كان ممكناً، وقم بتحديث المحتوى القديم بشكل دوري.
هذه كانت أهم المعايير التي تجعل موقعك يظهر في النتائج الأولى لمحرك بحث جوجل في ٢٠٢١، وفي حال ظهور معايير أخرى هامة، سنجعلك دائماً على علم بها.
أخيراً.. الفيديو التالي لجون ميللر يتحدث فيه عن أخبار محرك البحث وبعض المعايير المطلوبة في ٢٠٢١:
اكتشاف المزيد من تجارة واقتصاد
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
مرحباً أخي إيهاب، شكراً جزيلاً هذا رأي مهم بالنسبة لنا من مدون محترم مثلك :)
مقالة رائعة اخي مصطفى!
وبالمناسبة، الشكل الجديد للموقع جميل جدا :)